وكالة بهنا

التخفي والاستياء

قد نتتبع أفعال التلصص والمراقبة، كأدوات رمزية للضبط والتنظيم، في اللحظة التي تشتغل فيها الكاميرا كعين شاردة عبر الفضاءات المختلفة؛ متخلية عن قصديتها في تحديد الذوات والأشياء، منتزعة عنها حضورها، كأنها صور وأداءات غير مهيئة للاستعادة مرة أخرى، فقط تنتظر حدوث شيءٍ ما كمبرر لتراكمها، بحيث يصير المستقبل موضوعا رئيسيا لعمليات الضبط تلك، وفي امتداد هذا اللاحضور عبر الصورة، تتبدى حالات متباينة من القلق والتخفي والتواري والاضطراب، والتي تأتي كحالات نقيضة بشكل كبير لوضعيات الظهور والاستعراض التي تقوم بها الأجساد عادةً أمام الكاميرا، كأنها تسلب عن الواقع حالته المسرحية.
تحاول الأعمال في هذا البرنامج تأمل، وإعادة اكتشاف، أو خلق مداخلات نقدية مع هذا النوع من الصور لأشكال النظر والتلصص والمراقبة؛ عبر تموقع الكاميرا، وزوايا ومسافات التصوير، وتوجيه الحركة، الأصوات وعلاقات المونتاج؛ لتخيل سرديات وأبعاد لوضعيات وتمثيل الأجساد والأشياء التي تتدفق عبر تداخل هذه الصور.
برنامج العروض: –
الخميس 9 يونيو 2022
*الملكيات العامة (2009) / إسلام كمال / 10 دقائق
عبر حالات مكثفة من التجوال والمشاهدة وخلق العلاقات، يحاول الفيديو عبر تصوير الملكيات العامة، الأجساد، والأشياء كمادة بصرية / سمعية التأمل في فعل النظر وخلق الحضور، وربط المعاني عبر الصورة.
*هناك سيارة غريبة تقف أمام بناية جدتي (2018) / سامح علاء / 6 دقائق
يقف شاب كمراقب / مشاهد في شرفة أحد البنايات ليتتبع الأحداث والأداءات التي تقع في الشارع أمامه نتيجة لوجود سيارة غريبة أمام البناية.
*بيننا الآن ظل (2020) / يوسف عساف ويوحنا ناجي / 6:30 دقائق
رجل / مخلوق في غرفة مظلمة يحاول فهم السلوك البشري عبر التأمل والنظر من خلف نافذة مغلقة.
*القنّاص (2021) / حسام وليد / 15 دقيقة
في محاولة لبناء جسر للتواصل مع الآخر، يستخدم شاب فضولي كاميرا الفيديو الخاصة به لمراقبة الناس في شارعه عن كثب من شرفته. هذه المسافة التي يخلقها تسمح له بالتفكير في الأفكار الداخلية للناس، والعلاقة بين ما يتم عرضه خارجيًا من خلال تعابير الوجه والمواقف، وما قد يحدث بالفعل داخل عقولهم.