ينطلق هذا البرنامج من إدراك مشكلة ضيق أفق التعامل في السينما في مصر عمومًا، وندرة محاولات توسيع هذا الأفق في الإسكندرية خصوصًا، إضافة إلى التعامل مع السينما كفلسفة بمعزل عن السينما كصناعة والسينما كتقنية.
ويؤمن هذا البرنامج بتداخل مهام السينما وأدوراها وطرق تفسير وتحليلها، ويرى في السينما والإنتاج السينمائي في مصر مجالات خصبة وموضوعات ثرية جديرة بالدراسة والتفكير والنقد.
كما ينطلق من خلفيات تعليمية: كالاعتماد على المعرفة التشاركية، ووسائل التعليم الحر، والتمحور حول المتعلم والمشارك، والإيمان بأهمية ورش الدراسة والبحث في إنتاج المعرفة النقدية.
الأهداف العامة
يهدف هذا البرنامج إلى إضافة جديد نوعي إلى مشهد التعامل مع السينما، وذلك بدراستها دراسة جادة ونقدية ومن زاوية نظر متفردة، والانتباه إلى المسكوت عنه فيها، والتركيز على البنية التحتية للسينما وفي نفس الوقت طريقة تلقي المنتج السينمائي وفهم فلسفته وتأويله.
ومن ناحية أخرى، يهدف البرنامج إلى إكساب المشاركين فيه عينًا جديدةً تنظر إلى السينما والإنتاج السينمائي، وأدوات تفسيرية تساعدهم على فهم تركيبها، وتستطيع التقاط جمالياتها في نفس الوقت.
الخطة:
يقوم البرنامج على تشابك الورش ذات موضوعات مختلفة، تفتح المجال لمسارات مستقلة، وفي نفس الوقت تبني تنقل عدسة المشارك فيها بين عدة زوايا لمقاربة موضوع السينما ودراسته. وتشمل كل ورشة عدة محاضرات وقراءات، وتتبع منهجًا خاصًا بها. كما تدعم الورش عروض وفاعليات خارجية ونقاشات واسعة. ولا يلتزم المشارك في الورشة الواحدة بالانخراط في بقية الورش نظرًا لطابعها المستقل، لكن يؤمّل البرنامج في البناء على ما تنتجه كل ورشة في المستقبل.
الورشة الأولى:
الموضوع: إعادة التفكير في السينماتوغرافيا
تركز على الصورة، والعلاقة بين الجمالية والتقنية في إنتاجها، وتهتم بفهم الجوانب التقنية للتصوير السينمائي من ناحية، ووظيفته في الإبقاء على سمات الصورة وجمالياتها من ناحية أخرى، كما تهتم بالمصور وعلاقاته داخل العمل ودوره في ترجمة الرؤية الفنية تقنيًا.
وتهتم هذه الورشة بطرح النقاش حول الحلول العملية والنظرية لعدة أسئلة منها علاقة المخرج بالمصور، وعلاقة جودة الصورة بالظروف الاقتصادية لإنتاجها، وكيف يمكن التفكير بمنطق السينماتوجرافي؟
الورشة الثانية:
الموضوع: البنية التحتية للسينما والتكنولوجيا
تعالج هذه الورشة بالتحليل والنقد تأثيرات الواقع الاقتصادي ودينامياته باعتبارها الأساس الذي تقوم عليه السينما بوصفها صناعة، والتطورات التكنولوجية باعتبارها الأدوات التي تظهر أفضل ما تظهر في تطور السينما باعتبارها منتج لهذه التطورات ودافعا لها في نفس الوقت. وتحاول الورشة أن تركز على البنى والعمليات وأن ترسم صورة للتفاعلات بين أنظمة التشغيل المختلفة.
وتهتم الورشة بأن رؤية كواليس السينما -وليس كواليس الأفلام- ستسهم في بناء وعي وإدراك مختلف للسينما، بما يؤثر على طريقة النقد والتحليل للإنتاج السينمائي.
الورشة الثالثة:
الموضوع: العمل والثقافة والاقتصاد العالمي
تهتم هذه الورشة كذلك بالجانب الاقتصادي للسينما باعتباره البنية التحتية لها، هذه المرة من زاوية علاقة العمال بهذه الصناعة وأشكال تنظيمهم فيها، فهي تتعامل مع السينما بوصفها صناعة، وتهتم بتقاطع هذه الصناعة مع الاقتصاد العالمي، وهي تتعامل مع العمل في السينما باعتباره مهنة، وهو الجانب المتغافل عنه لصالح كونها فنًا.
تحاول هذه الورشة نزع الاستثناء عن السينما والتركيز على منتجاتها فقط، وذلك بالتركيز على السياق الأوسع لها، الذي يضم تطورات صناعتها ومن يقومون بهذه الصناعة وينمون أو لا ينمون معها.
الورشة الرابعة:
الموضوع: الاقتصاد السياسي للسينما
تتعامل هذه الورشة مع موضوع البنية التحتية للسينما من زاوية اقتصادية، هذه المرة من زاوية مالية إن جاز القول، إذ تتناول مسألة تمويل الإنتاج السينمائي والعوامل المؤثرة فيه، وموقع الإنتاج السينمائي من خريطة الإنتاج الاقتصادي في المرحلة التي نعايشها من الرأسمالية، والعلاقات المتبادلة بين التمويل والسوق والأجور والاستهلاك، والعلاقة بين السينما بوصفها سلعة وأشكال المنتجات في عصر الرأسمالية الحالية.
يشغل سؤال العدالة بال المشاركين في الورشة، كما تحاول استشراف مستقبل عمل السينما في إطار العلاقة المتشابكة بين المنتج الإبداعي والتطور التقني، وأسئلة التمويل بين الدولة والجهات الخاصة والداعمين، والعلاقة بين منتج السينما ومستهلكها.
الورشة الخامسة
الموضوع: السينما والفلسفة
تتميز هذه الورشة بطابعها التجريدي، فهي لا تشتبك مع التقنيات الفنية، ولا مع البنية التحتية الاقتصادية، ولكنها تتناول السينما بوصفها فعلًا إنسانيًا، ووسيطًا لإنتاج المفاهيم، وطريقة للتفكير في العالم، وإعادة تمثله. لذلك هي تقع في إطار نظرية السينما، فهي تحاول فهم المفاهيم المرتبط بالسينما كالصورة والحركة والمكان والزمان والعلامات، وتنشغل بالقضايا الفلسفية والجمالية.
وتركز هنا الورشة على منتج السينما، ولكنه بوصفه منتجًا معرفيًا، لذلك تطرح أسئلة معرفية عن العمل الفني مرة، والاختلافات النوعية في الصورة والحركة، وتستفز العقل والنقد والتحليل للوصول إلى فهم أعمق لمنتج السينما الذي يساعد الإنسان في صياغة مفاهيمه
هو برنامج ينقسم إلى ثلاثة فصول. يطمح الفصل الأول لاقتراح مسارات مختلفة للتفكير في (البنية التحتية للسينما) عبر تتبع أنماط العمل والتنظيم وعلاقات الإنتاج والتحولات التكنولوجية والاقتصاد السياسي للصناعة كوسيلة لإعادة النظر في السينما كشكل للإدراك وتمثيل العالم، وأنواع التفاعل والمداخلات النقدية الممكنة حيالها اليوم، وذلك عبر ثلاث ورش للعمل خلال أشهر يوليو وأغسطس وسبتمبر، ندعو المهتمين كافة بالسينما والكتاب والفنانين البصريين للتقديم في البرنامج.
يبدو الفعل السينمائي اليوم وكأنه يتشكل عبر مجموعة من المقاربات المادية والمعرفية المتوائمة وغير المنفصلة عن مسارات التراكم الرأسمالي وأنماط الإنتاج وأشكال التنظيم والتحولات التكنولوجية في العالم المعاصر، التي تتجلى في النهاية بالفيلم كمنتج أخير، نتاج لكميات مختلفة من العمل المتجسد؛ والتي تحدد بدورها أبعادًا هامة في إمكانية فهم ذلك المنتج وموقعه والتفاعل معه. فلطالما كانت السينما، سواءً كمؤسسة ثقافية كبرى أو كأداة أساسية في عمليات التواصل الاجتماعي، طوال القرن الفائت تقريبًا بمثابة أحد المرجعيات الأساسية للوصول إلى الواقع / تمثيل الفرد، والتي خلقت بالتبعية العديد من أنماط التفكير والإدراك لذلك العالم، فيما يبدو اليوم بأنها قد فقدت جزءً كبيرًا من ذلك الامتياز والتأثير لصالح مؤسسات وأشكال أخرى من التواصل البصري، ما قد يتطلب الآن نوعًا من إعادة النظر والتفكير في موقع وامتيازات السينما اليوم في كافة سياقتها المحلية والعالمية، وتتبعها كبنية وفاعلية من حيث كونها مؤسسة ونمط للإنتاج وشكل للإدراك وتمثيل للعالم، وإعادة تخيل لأشكال التفاعل والمداخلات النقدية الممكنة وفقًا للشروط الجديدة.
رؤية عامة
يسعى برنامج بهنا الدراسي (السينما، بوسائل أخرى) متعدد الفصول، لمحاولة إعادة النظر في السينما اليوم كمؤسسة ونمط إنتاج وشكل للإدراك وتمثيل العالم، ومساءلة العلاقات ما بين السينما والصور المتحركة والفن المعاصر؛ عبر تتبع ممارسات العمل وأشكال التنظيم داخل الصناعة والسرديات الإنتاجية المحلية وتطورات التكنولوجيا والبنية التحتية ومسارات التراكم والاقتصاد السياسي للسينما، وبشكل أوسع للتفكير في عمليات إنتاج وتلقي الأفلام من خلال الأدوات المؤسسية للسينما من مطبوعات ونقد ومهرجانات وأجهزة إدارية ورقابية ومنصات العرض، ومحاولة تطوير أشكال مختلفة للتفاعل مع هذه الإنتاجات من نصوص وصور متحركة وأفلام مقالية وحتى الكوميكس والميمز التي يتم تداولها على منصات التواصل الاجتماعي عبر مسارات شخصية وجماعية للتفكير والإنتاج من خلال طرق العمل المختلفة عبر مجموعة من ورش العمل والمحاضرات واللقاءات والعروض وحلقات القراءة على مدار فصول البرنامج.
أهداف البرنامج
يطمح البرنامج بشكل أساسي للعمل على إشراك مجموعة من الأفراد الفاعلين في المشهد السينمائي بالإسكندرية ليعملوا على تطوير أفكار وممارسات نقدية جديدة وإعادة تخيل مسارات للتفاعل مع المنتجات السينمائية في علاقاتها بمؤسسات الفن الأخرى؛ وبشكل يدفع في النهاية إلى تنمية المشهد السينمائي بالمدينة ككل.
منهجية البرنامج
يحاول البرنامج التفكير في السياقات التعليمية فيما يتعلق بالفنون والسينما تحديدًا بداخل المساحات الفنية، وموقع الأفراد / الدارسين كذوات من العملية التعليمية، ومحاولة تطوير منهجيات أكثر تشاركية على مستوى تصميم الشكل أو المحتوى في سياق تعاوني متبادل ما بين الدارسين والمحاضرين، واكتشاف مسارات شخصية وجماعية للتفكير والإنتاج من خلال طرق العمل المختلفة.
محتوى البرنامج
يتكون البرنامج بشكل أساسي من ثلاثة فصول منفصلة ومتتابعة، يحاول كلًا على حدا التفكير والبحث في أحد الثيمات المتعلقة بعمليات إنتاج المعرفة والإدراك السينمائي:
أولًا: البنية التحتية للسينما
يحاول هذا الفصل اقتراح مسارًا للتفكير في ديناميات الصناعة السينمائية وعمليات التشغيل والتكنولوجيا وتسلسلات العمل أشكال التنظيم الإداري والعمالي والبنيات الاقتصادية والتنفيذية لعمليات الإنتاج في محاولة للتعامل مع الأفلام كمنتجات لهذه التركيبة من التفاعلات، وكيف يمكن أن ينتج ذلك وعيًا وإدراكًا مختلفًا بالسينما في عملية التحليل والنقد.
ثانيًا: مأسسة السينما
يعمل هذا الفصل على محاولة النظر في كافة المؤسسات والأدوات الفاعلة في عمليات إنتاج وتلقي المعرفة السينمائية من خارج الأفلام مثل مؤسسة الرقابة والنقد والمهرجانات ونوادي السينما والمطبوعات وشركات الإنتاج والتوزيع والأجهزة الإدارية والأرشيفات باعتبارها أجهزة أساسية في عملية تكوين أشكال الإدراك السينمائي تاريخيًا، وموقعها من البنية المؤسسية للسينما في هذه اللحظة.
ثالثًا: منصات العرض
يسعى هذا الفصل الأخير من البرنامج التفكير في السينما والأفلام خارج مركزية دار العرض، وتفاعلها مع تقنيات ومؤسسات التواصل البصري الأخرى وأنماط التلقي والتفاعل مع المنتجات السينمائية عبر المنصات الإلكترونية وكيف يتشكل من خلاله مسارات جديدة للوعي والإدراك السينمائي، وتطوير آليات مختلفة للتفاعل مع المنتجات الفيلمية من موقعها الجديد على المستويين التاريخي والمعرفي.