اجتذبت سيرة وكتابات أروى صالح، المناضلة الشيوعية وإحدى قيادات الحركة الطلابية في مصر في السبعينيات، اهتماما خاصا في السنوات الماضية، ومثلت مفتاحا لكشف ومراجعة ميراثٍ مر من الذكورية والأبوية داخل اليسار المصري وفي المجال السياسي بشكل عام. فتقدم أروى تاريخا للمشاعر والحواس والعلاقة بين الجسد والذاكرة يختلف عن تيار الكتابة التاريخية السائد عن هذه الحقبة، كما تمهد لتصور مختلف عن كيفية انتقال المشاعر والصدمات بين زمن وآخر، ولفهم الهزيمة لا يختزلها في محنة أو لوعة شخصية لعدد من رجال الطبقة الوسطى. على الرغم من تأثير الكتاب وسيرة صاحبته في العديد من الاقتباسات والتأملات الشخصية والكتابات الأكاديمية، إلا إن أغلبها يتماهى مع الصورة التي رسمتها أروى صالح عن ذاتها وتجربتها في الكتاب دون ذكر لما سبقه وصاحَبه ولحقه من تحولات ومراجعات وصراعات من أبرزها نشاطها في حزب العمال الشيوعي المصري ومشاريع الترجمة والكتابة التي شرعت بها ولم تكتمل، ورحلتها مع التحليل النفسي والسينما والنقد الأدبي و الترحال بين القاهرة وبيروت وموسكو وإشبيلية.
أطرح في اللقاء قراءة مختلفة لأشباح وتواريخ أروى من خلال شذرات أرشيفية تضفّر الشخصي والسياسي مثل الخطابات والأعمال الروائية والسينمائية وبعض من الوثائق غير المنشورة للحركة الشيوعية في مصر. وأحاول تقديم طرح جندري عن تواريخ الأحلام المجهضة ونقد لمفهوم الجيل الذي حجب الكثير من إسهامات الحركات الثورية.
محمد سعيد عزالدين:
مدرس تاريخ، وطالب دكتوراة في جامعة مدينة نيويورك. قدمت أطروحة الماجستير حول “أدهم الشرقاوي وظاهرة الأشقياء بين التاريخ والذاكرة”، وأعكف حاليا على كتابة مشروع الدكتوراة حول مسارات المشاعر والأفكار والخبرات الثورية في عالم ١٩٦٧ وكيفية انتقالها وترجمتها عبر الأزمنة المختلفة وكيف تؤثر على المشهد المعاصر
مدرس تاريخ، وطالب دكتوراة في جامعة مدينة نيويورك. قدمت أطروحة الماجستير حول “أدهم الشرقاوي وظاهرة الأشقياء بين التاريخ والذاكرة”، وأعكف حاليا على كتابة مشروع الدكتوراة حول مسارات المشاعر والأفكار والخبرات الثورية في عالم ١٩٦٧ وكيفية انتقالها وترجمتها عبر الأزمنة المختلفة وكيف تؤثر على المشهد المعاصر